١٢ فبراير ٢٠١١

فـــــوضي الحـــــواس





فوضي الحواس

بعد أن طوي أوراقه وبداخلها كل ماتبقي له من أطلال ذكرياته وأشلاء نفسه وحطام عوالمه الوردية التي رواها بحلو مشاعره وصفاء إحساسه في حدائق أحلامهما معا . أحلام اليقظة وآمال المستقبل لزهرة تتفتح وفراشة ترقص رقصة الولع علي موسيقي وترياتها من العشق ونحاسياتها مس من جنون الوله . وطبولها دقات القلوب الصاخبة عند التلاقي

كانت مني … وكان الفراق بعد اللقاء بعد أن أرتبكت خطوط الطول والعرض وكذلك أختلاف الليل والنهار .. كان الإنهيار

لملم كل ماتبقي له من كرامة واستجمع كل ماوجده من كبرياء ليغلف به كل الفضاء ورياح الهواء التي تصفربخواء نفسه

وماذا بيده أن يفعل فهو مازال يتنفس عطرها الفرنسي في أجساد الناس المنهكة بعد يوم من العمل الشاق حيث أعتاد المشي بين الزحام ليتوه بين موجاتهم الفوضوية عله ينسي نفسه والتي أخذتها معها يوم الرحيل أو يتلمس خطاها بمكان أحتضن نظراتهما في أيام كانت جنات نضر بين يديه

قرر أن يعود لسابق حياته قبلها .. قرر الحياة من جديد بفكر جديد بعقل جديد بشخصية جديدة بعيون جديدة …. أستحضر كل مقوماته ليلبسها ثوبه الجديد بعالمه الجديد . وعبثا يحاول ان يلفي قلبه ووجدانه لكن أبدا لايجد شيئ ولا أسفر بحثه عن شيئ . ولكن دون أن يدري كيف  .. تذكر ماذا حدث بذلك اليوم يوم الرحيل يوم الفراق

نعم لقد ألقي بقلبه تحت إطارات سيارتها لما همت بالرحيل . وبعد أن غابت عن ناظريه كان مازال يقف مذهولا من الزلزال الأول بحياته والذي قضي بدقة الموت علي كل البنية التحتية لمقدراته

لم ينحني حتي يلتقط قلبه أو يلثم وجدانه بل أخذ يحدق بكل السيارات وهي تدهس كل ماكان به من آمال عراض تتجاوز خرق الأرض ولمس السماء

إتجه لعمله بعد أنقطاع ماعاد يذكره وكأنه متجه للجحيم بعد أن كان عمله هو فردوسه الأرضي . لأنها هناك ..  نعم هناك بفردوس الجحيم

رآها بعد شهور وكانت تماما كسابق عهده بها باسمة مشرقة ضاحكة بشعرها اللامع المموج مع خصلاتها الذهبية وبشرة لها من النضارة والحمرة مايخجل الورود .. ومازالت ترتدي عطرها التيربيولانس وقوامها الأخاذ بتناغم  متسق مع نفسها بإمتياز وتفرد مبهرين… كانت مني ولكنها مني أخري غير التي أدمنها كانت الزميلة وليس حتي الصديقة بعد أن كانت بقلبه حبيبة .. كانت مني مثله أيضا ترتدي القناع وثوبها الجديد

وقبل أن يتخذ مقعده هدفا ينهي به كل أرتباكاته قفزت إلي رأسه كل التساؤلات التي كان يهرب منها مرات ومرات بالتجاهل وأخري بالتناسي ولكن رؤياها كانت كمن حل كل رموز وطلاسم فراعين كل الأسر من علي جدران عقله وقلبه معا . وكيف لا وهذا صميم تخصصها  ومقعدها كان مجاورا له طيلة ثلاثة سنوات بنفس القسم بذات الجامعة من قبل أن تكون زميلته بالعمل كمرشدة سياحية

إبتسم لهذا الخاطر الذي ورده لما تذكر أنه هو بدوره مرشد سياحي وإن له من القدرة والمهارة مايعينه ليبدأ بحل كل كلماته المتقاطعة بكل صحفهما التي ماعادت تنشر وكذا رموز وهيروغليفيات معابد الحب التي إرتاداها سويا ليقدما حبهما قربانا للخير تيمنا بالبركة

ولتشهد عليهما أساطير إيزيس وأوزوريس بدروب الوفاء والخير والحب والأخلاص والتي أندثرت تحت رمال الحياة المتحركة وهوالذي أبدا لم يمتلك مركبا للشمس . معان بديعة كانت منقوشة بقلبه بألوان تصمد للزمان وماعاد يراها بداخل دهاليز روحه

تري .. هل يستطيع أن ينسي هذا الحب وهل يستطيع أن يمحي من ذاكرته أياما وليال دانت له دنياها لما كانت ملك يمينه ؟؟

هل أستحق أن تهيل بهجرها التراب علي حبه اللامحدود لها ؟؟

أيعقل أن حبه لها ذنبا أقترفه ويحاسبه إله الشرعليه ؟؟

أكان عشقه لها خطيئة لم تتحملها نفسها النورانية ؟؟

أيقر بأن مني كانت تخدعه .. وتلهو بمشاعره وعواطفه ؟؟

أيصدق أن حصاد علاقتهما كان كذبا وخداعا وأن مابينهما كان أوهاما ؟؟

هل يقول بأنه عاش أوقاته مع مخادعة وأعطي قلبه لكاذبة ومنح ثقته لخائنة وصاغ من أحرف عشقه حبات عقد لجيد غادرة ؟؟

لايزال قلبه لايتحمل خديعة من أعتبرها حبل وريده . أحس معها الإستقرار والأمان فابالله كيف تجردت من كل معاني الأنسانية وأرتدت لباس الزيف والخداع والأنانية ؟؟

أعتبرها عمره وكانت نفسه فهل من الممكن أن يصدق الإنسان خيانة نفسه لنفسه ؟؟

هل يعقل أن يكون عذب الكلمات أكذوبة كبري برسومات لكل لوحات للبراءة والطهر . للأسف معانيها الجذابة كانت تفتنه وكلماتها المتأنقة كهندامها  . كانت تأخذ بلبه فتأسره ؟؟

هل كانت تؤدي دورها بمسرحية هزلية رخيصة وأجادت دورها لدرجة التفوق علي ذاتها وكان هو المتفرج الوحيد ؟؟

أم أنه كان مخطأ لما أحب إناس لايعرفون للحب وجدانا ولا للخير طريقا ولا للنقاء ضميرا ؟؟ .. منتهي القسوة أن يتنسم زمن الحب ويعيشه ثم يكتشف فجأة أنه بات مخدوعا بمن أحب

لم يستطع أن يخلص إلي شيئ من خضم كل هذة التساؤلات فقط توصل إلي نتيجة واحدة أن مني بأمسه كانت كزهرة قلبه ولكن بتلك الليلة هبت رياح عبثها الهوجاء فاقتلعت زهرته وتركت جذورها بفؤاده ومهجته

ها وقد حلت عليه لعناتها تراه مازال ممسكا بمفتاح حياته معتكفا بمعبد دنياه الجنائزي منتظرا دوره في الرحيل الي الشمس عله يلقاها بالعالم الآخرلما تحييه روحها من جديد فتشق بعطرها وألوان الحب نهرا لخلودهما الأبدي

تمـــــــــت


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق