٨ أبريل ٢٠١١

الثـــالوث الأبــدى









الثـَــــالوثُ الأبـَـــــدِىّ



أربَعةُ زوايا خَشبيةٌ رطِبة
تَحمِلُها أكتافٌ أربع 
مثقَلةٌ بالحياةِ و الحلمُ فَوقَها
تَسيرُ بوجعٍ مُلَفَّعِ بالبَياضِ
و الخَواءِ
وَ نَحيبُ السماءِ
تَسيرُ قافِلَتي الحَيرى
و صوتُ الدُفوف قُلوبٌ
من الضيوف مُترعةٌ بالأسى
تسيرُ وأسيرُ بينها مع الركب ٍ
أواريَّ قلبىَ الثرىّ
لِمَ النبضٌ في قلوبهمُ
وهذهِ الجلود تَلفُ أجسادهمُ
و أنا الوحيدُ
العاريٌ هُنا 
مِن كُل شئ
مِنك
مِني
مِن حٌبك
مِن حضن أمي
 
من ذلك الطفلُ السعيدُ بالأمس

أنا هُنا
وهُم لا يَرَوننى
ولا الدَمُ النازِفُ من خُطأي

أعيا صوِتي السَرابُ
لا أحدَ يَسمعٌ
كُلٌ مقطوعةٌ آذاِنهُم
والكُلُ ثملٌ بالدم هُنا
يرقصُ لى رقصةَ الفناءُ
ولا يتكلمُ

أنهيتُ َمراسمَ الفرحَ حبيبتى
وأعلنت ِبدأُ أيامَ السهادِ والحدادِ
ونكستُ على سوَارُى الأمانى
كلِ راياتِ الميعاد

مسحتُ الزغاريدُ عن عينى
كما الدمعٌ مختلطا بدمى يسيلُ من الفؤاد
فزَفَّوا بَناتَ قَهرى نعشي للتراب
أَغلقوا بابَ تُرابي الرَطِبُ 
تعازيهِم هُنا
و هُنا دموعُ الصبايا
والسَكَارى
والحيَارى
وحتى كَلبُ المدينةِ الأجربٌ
على حافةِ قَبري جَلَستُ
لأنتزعَ ما بقىَ من مساميرٍ صدئةٍ
مَازالت بصميمى وحنينى
و طلَبتُ من جاريَ بالعالَمِ السُفلي
أن لا يدقَ بابى ثانيةً أو ُيغرينى
فقد أغلقتهُ ولأخرِ مرةٍ
إلى أن أُزفَ لدودِ قبرى
بذكرى تأبينى






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق