١٠ أبريل ٢٠١١

منزل بالقلب







                                                 منــــــزل بالقلــــب


جلستُ بقربها ورائحة عطر جسدها تذوب في جسدي وهى تقود حياتي نحو الخلود ، نحو الأفق اللامحدود ، إلى مدينة قلبي‏ ، مدينة الشعر واللوعة ..‏ سرنا بقلب حقول السنابل ، شاهدنا الشمس لحظة الغياب ، ورقصنا على ضوء القمر ، وأدركنا هامات السحاب .

تحت ظل خصلات شعرها المنسدلة ، يداها الملتهبتان شوقا ‏ أضعهما بين يديً العاشقتين‏ لأحس بدفئ الوجود ‏، فتكف الأرض عن الدوران ، فأهتدى بعطرها لو ضاع العنوان . 
أترين أذرع الظلام تضيئ قناديل العشق فينا من زيوت عطور لا مرئية تملؤنا كما يملأ الليل الحالم غابات الورد ؟‏
وهطول المطر الناعم يتخذ مجراه بين سواعدي فيشق روافدا لحبك تعانق وجدانى بكيانى ؟
أو تأوهاتك الحانيات كنغم بحضنى بينما قلبي يعزفها بهدوء .. بهدوء‏ يخترق الدم بشريانى ؟
وكصياد اللؤلؤ‏ ألتقط  من جدولك الصغير‏ بين واحة أشجاري أحر القبل متحيرا بأي من هاتين الشفتين أنشرها بشغف ورقة إسترسال .. ككتاب فيه أقص السؤال كما الخبر فيك يا كل الآتى  .. ياشجن عذب موال .

على مهاد جدائلك طبعت لمساتى ، لأمارس تعويذات من سحرى على مزاليج قلب لم تفتح أبوابه من قبل ، أناديك وتردين بصوت كما حلاوة النبيذ كلما بقى كلما زاد أثره .
فعمّديني بنهر خمر جسدك فالنبع عندى ومصبه كٌرِمكِ . دثريني بنعومة حرير جلدك‏ ، فالسمر بالنظرات‏ دوما أروع فما الصمت إلا لغة لكلام لم يُتكلم . كفانا ضجيجا أصم الآذَانَ .
هنا لغة الحياة بشغفها ، العصافير بشدوها ، الربيع بعبيره ، الكل بغبطة ينادينا ليهدينا وردة وريقاتها من عطر الأيام .

‏لتذهب تلك الأيام الثلجية ، وتتوّج رأسي بأكاليلك والحب‏ ، ولسوف تزهر يا حبيبتي‏ براعم الضفائر العذرية ، وبأناملي أمسح بشرة الليل بأجملُ القصائد ‏تلك التي لم أكتبها لك بعد ، وتلك الشجرة العتيقة الوارفة الظلال عند النهر .. سأنقش حبنا على لحاء خلدها ولتحفظي أيتها الطبيعة بالذاكرة هذي الليلة ببهائها لترويها يوما لصغارنا .
فهنا سنبنى بيتنا الصغير من لبنات المنى وجدران الوعد ، ونكتب على بابه بيت من نور لرجل من حب وإمرأة من عشق .. عاشا سويا وهرما سويا .
ولتشهد قمرنا على عهود تكون للإخلاص ميثاقا ، وللوفاء عنوانا .  
وليقل كل من يسمع ، أو يرى ما أروعهما يستويان على عرش القلب و حكايا الحب    .






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق