٣٠ أبريل ٢٠١١

حوار على ضفاف الموت









حوار على ضفاف الموت 



الطفل : 

أيها الطير تمهل
إرحم الطفل المكبل 
ما أنا إلا طفل يحب
وما جنى ذنباً ليؤكل 
إني طفل ولكن ...
من بني الإنسان مهمل 
لم يعد لحمي طرياً .. لا
ولا أظن طعمي أضحى مفضل 
إن من يؤكل حقاً
من تركته أمة لتلهو وتغفل 
وأهملت قسراً حباً عظيماً
أخمدت بى روحاً وهيكل 
فأصبحت لكفر الحب ملهى
وأضحيت لبغي المشاعر معقل 
ولا مبرر لمزيد من التعقل


الطير الجارح : 

أيها الطفل تمهل
أرني وجهاً وقد تحول 
إنني طير جارح ولكن
لم تصب ذنباً لتؤكل 
لست كالإنسان قاس
ينشر الفوضى ويرحل
يحب إذ يريد
ويكف لما يتملل
 مسكني الغاب ولكن
غابة إنسانك أكمل 
غابته وحش ظلوم
نابه للفتور معول 
كلنا يشكو ظلوماً
 يسقنا الحزن ويجهل 
ليس لي فيك طعام
إنتصب حقاً لترحل 
إن من يؤكل حقاً
 أمة تلهو عنه وتغفل 



الطفل : 

أيها الطير صوبى تقدم
هدني الجوع وأسقم 
أضحت الدنيا جحيماً
والبقاء أدهى وأغشم 
مزّق القلب أوصالاً
داوني بربك فالموت بلسم 
كل إخواني تولّوا
إنهم أقسى وأظلم 
لو درى الفاروق عني
جاء بالزاد وأطعم 
ليس لي زين بليل
يأتني سراً ملثم 
يترك الحب ببابي
يصل قلبى ليغنم 


الطير الجارح  :

أيها الطفل الكسير
ما أنت لي زاداً ومطعم 
فقط أرقب فيك يوماً
ليشتد عودك فتغنم
من إنسانك ما تحلم
أسقه بعضاً من جراحي
أسقه من مُرُكَ وعلقم 
لم يكن يوماً رحيما بك
وأنت عن قسوته أعلم 
إنني اليوم أنادي وأبتهل
أيها الطفل الجائع الحزين  
لتسلم ..
إغلق عليك قلبك وحيدا ولا تحفل 








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق