١٢ فبراير ٢٠١١

ثوب العيد









ثـوب العـــــــــــيد

شعرت بسعادة الكون ويدها بيد أمها

بالرغم من إزدحام المكان

عيناها العميقتان تضحكان

فمها الصغير يتمتم بمقاطع وردية

من أغنيتها المفضلة وكأنها دعاء

تكاد تطير من علي الأرض

وتصل بفرحتها لعنان السماء

ولما لا فالليلة ليلة عيد

ولما لا وهاهي مع أمها

لتشتري ثوب العيد

تتدافع الجموع بين قادم وأت

يعلو الوجوه عجلة من إمرهم مع بقايا إبتسامات

ولكن كأن الكل ثابت بمكانه كصورة مثبتة بجدار

بداخل الصورة المتربة أناس ماتوا

مع أخرون مازالوا أحياء ولكن بسبات

ولكن لا أحد منهم يلقي بالا لما يحدث داخل الأطار

كأفعي تسعي هذه اليد الخبيثة تتلمس ضالتها

لتقتل براءة الحلم مختلطة بحلاوة السم

وتسقط ورقة من زهرة لم تتفتح بعد

فتستقر علي طفلتي بيد أمها

علي سوأة بنيتي وربيع عمرها

ترتعد الصغيرة تفزع .. تهلع

ولكن أين لها أن تذهب فهي بداخل الإطار

لاتستطيع أن تخبر أمها أو حتي تلوذ بالفرار

فشرارعينه يتطاير يلاحقها يحاصرها

بعد أن أخذها من أمها درءا للزحام يجنبها

ومن العين الاخري وعود الأمان للأم يرتلها ويجودها

وهي من بين الجموع ترسل بنظرات خاطفة

ولكن معظمها للقاتل الآثم تجزل له العطاء

لجميل صنعه وكأنه مبعوث عناية السماء

بنصل سكين صغير حاد

بخاصرة عمري كان اللقاء

ولما قضي الأمر وتنفس الصعداء

عاد زاحفا لوكره بخارج الإطار

تاركا نبض قلبي مذبوحا

بعد أن توقف ذاته عن الخفقان

وتلاشي الكل بالصورة ولم ينطق أحد

فقط صرخة مكتومة طولها عمر بنيتي

زفرتها أمها علي صدري بيوم اللحد

وآهه محمومة ..

كانت كل ماتبقي لي منك حبيبتي

فهذه ألعابك وذي ملابسك وتلك اشياؤك

عليهن لمساتك وبهن بسماتك وحتي دمعاتك

فيهن رائحتك صغيرتي

بكل صباح ومساء أدعو الله أن نتلاقي

ربما لم يأتي الأوان ولكنا يقينا سنتلاقي

نركض ونلعب ونمرح بالمروج الخضراء

نتسامر ونتحدث ونضحك تحت السماء الزرقاء

ممسكة بيدي تطيري بي معك وأحلامك للفضاء

أشتهيت لو تناديني ولو لمرة واحدة

فقط كما أعتدت إسمي من شفتيك

أشتقت اليك

أفتقدت عينيك

أموت باللحظة أعواما تحرقا إليك

بعيدا ذهبت ولكن بعيناي تسكنين

لعوالم أخري سافرت نعم

إنما بعدك مازلت بقلبي تنبضين

وأبدا مازلت حقيقة وستأتين

تحتضنين عالمي وفيه دوما تعيشين

ويقينا كلي يقين أنا سنتلاقي حتما

لأنك غدا ومع شروق الشمس ستعودين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق