٨ أبريل ٢٠١١

الفصــول الأربعــــة










الفصــــول الأربعـــــة

أدرك لتوه أنه لا تزال حياة على هذا الكوكب وأن الشمس مازالت تشرق
فهذا شعاعها يقتحم كيانه مع كل إطلالة لشروق بلون الحياة ذاتها , التى إعتاد أن يحياها ولكنها ليست كمثل ذات الحياة .
أيام طولها الدهر نام قلبه وحيدا باردا يفتقر للدفئ بداخل أصقاع الليالى وتلك الحواف الخشنة بمساحات أفكاره تزيد من برد أوصاله فيرتعد , يرتعد كما قط  ضعيف صغير طرده سيد المنزل فى ليلة تجمد فيها الجماد قبل الأحياء فذهب الحنان وبقى صراعه للأمان مع الثلوج والمجهول .

ماذا عنها ؟؟ وتلك الحركات العفوية من راحتى يداها لما تتحدث وكأنها مرسومات علوية تعطى الإذن لبدأ توافد الفصول الأربعة .
ومع إشارتها هاهو الشتاء قدم بأمطاره يتطاير رذاذها على حياته فيحيى بها ما مات من جذور الخير وبتلات الحب. وتتساقط حبات المطر لتتسابق لوجنتاها الحمر كتفاحات مبللات بندى الصباح فتزيدهما روعة وجلالا .
تقترب منه وتتلمس صدره الذى ترتمى شيئا فشيئا فيه لتلقى بكل خواءها وأسرارها , فيضمها إليه كما المحار يحتضن لآلئ الدر المكنون لينثره على بهائها .  

أو كحبات من فرط عقد الخريف الذى بدوره سقطت وريقاته الذابلة بضحكاتها التى تسقط  كل أوراق أحزانه وبتلويحة أخرى ملكية من تلك اليد القوية .
فهى أبنة الصحراء تسكن تلك القلعة التى كان الوثوب فوق جدرانها لإرتقاء برجها الحصين أيسر من ترويض النمرة ذاتها , برغم ذلك المظهرالخداع لشراستها الزائفة والذى يخفى من رقة المبسم وعذوبة الروح ما يذيب أقسى القلوب حيث تحيا بواحتها الخضراء بخيال تواق لا يهدأ بين الماء والنضر, بواحتها ترعرع ذلك القلب الذى لأجله تأبى النفس وإلا أن تكون أسيرته بكل الرضا والحب .

وعلى صفحة الغدير الساكنة بواحتها الغناء يعلن الربيع قدومه وزهوره الفواحة تملئ حياته عبقا وسحرا مع إسترسال ضوء القمر الفضى ليضئ تلك المنظومة السماوية المباركة لقلوب أحبت بصدق فا ارتوت بنهم وعشق من عبير السعادة العالقة بأجنحة الفراشات المتراقصات على رحيق دقات قلوب لا تزهر إلا بحدائق سرمدية أسطورية بقلب زمان غير الزمان  .








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق