٨ يوليو ٢٠١١

مذكـــــرات جســـــد ثائـــر




في هدأة من مساء مفخخ ٍ ، يتوضّأ الصمت بظلال حجرتي ، أدحرجه شيئاً فشيئاً صوب القمر فأزفّه إليه ، وأعود للجسد المرصع بجانبي ، ذلك الهدف المستلقى على بُعد شهقةٍ أو أدنى ...

يمتدُّ بصري الجامح نحو التفاصيل الدافئة فأشعرُ بنوعٍ من الطمأنينة والهدوء يدغدغان شعوري ، أراقب ذلك الوجه الفاتن المحفور بين أهدابي ، ذلك الوجه المفعم بالغواية والعشق للحب .. ذلك الجسد الفاتن الذي لطالما إنتظرني بكثيرٍ من الصبر وكثير من الغرائز .. فأجدني في متاهة فخمة ضمن عاصفة ترحل في روحي وتغرس في ضلوعي كلّ بساتين النشوة لأموت تحت ظلال أغصانها وتشربني الطيور نخباً للحياة بين ظلال وحدائق ذلك الجسد الذى يرشقنى بكل سهام الشهوة .

لغة الأنفاس تبعثُ على المكان السكينة والسلام وتعزفُ على أوتار الوقت موسيقى أحلامي .. تنسكبُ الكلمات من شفاهي بهمسٍ معلوم وتتبعثرُ على قارعة جسدها العاري ، أخبرها بيقيني بهذا الفؤاد المعبّأ بالصيف المستديم .. بهواجسي التي لا يفهمها إلا حضنها الذي يتجاوز بي أسفارَ القلب ويخلعُ عني غبار أحلامي المحبطة.. أصلّي أصلّي.. وأصلّي في محرابها صلاة للشوق ومن أجل العشق وبكل أدعية الغرام والرغبة أبتهل .. لو فقط .. كانت تلك الشفاه تقبّلني البارحة وأنا أغلف ذكرياتي مع أخريات بدخان سيجارتى الرديئة.. آهٍ كم كنت أحبّ ممارسة الغباء والتمرد والقسوة .

لم يعد لدي ما أقوله سوى عينين تتجولان بين اللحظة والأخرى بين دهاليز الفتنة الموشّاة على سريري، أقتربُ أكثر فأكثر وأترك قبلة رقيقة على الوجنة الوردية .. وزهرتها البرية تعبث بكل ماتبقى من إتزان بيدى ورعشة لأناملى تلتهم كيانى كله ، تلك الرعشة التى أرسلتها لى بعد أن لامست بريتها بأنوثتها وجذوتها .. وإلتفاتة أطّرتها حركتي صوب ذلك الكائن الغازى المغير بكل فِتَنِه .  
تنظرُ إليّ بعينين ناعستين مع إبتسامة للرقة عنوان . ولنهب ماتبقى منى بإصرار وإذعان .

إبتسامة واحدة فقط لا أكثر .. تُطلقني نحو أعيادي .. أمدّ كلّ حبال الوصل وأستأنفُ الحياة ، فنامى يا حبيبتي تحت ضلوعي ، ودعينا نعيش أحلامنا المتبقية .  فلم نكمل بعد ما بدأناه بليلتنا المنقضية فما زال لديّ حُلمٌ كبير ٌ.. كبير ، لم نفرغ منه وهناك الكثير الكثير لتفسير وتأويل حلمنا الصاخب .

الغيمة بدأت تغيب وأنا بدأتُ أمشي .. فاليوم عادت حبيبتي .. وعاد ضوء النهار ليدخل غرفتى ليوقظنى من جديد ومازالت رائحتها تسرى فى أنفى ، وأنا أزيل آثار غزوتها من على جسدى ، بمياه حمامى الصباحى ، فقط أزيل تلك الرائحة كى لا أفتن من جديد وأعود إلى سريرى علها تأتينى ثانية وثالثة أو تسكننى لبقية عمرى فلا أغادره أبدا .

ونحيا ماتبقى لنا بمحراب من ميل هوى وتشابك أجساد ، إلى أن يقضى الكون نحبه ، أو يدركنا الذوبان . ويتلاش كل ماتبقى من مذكرات ضمت أروع صنوف لنداءات أجزاء إلتهمتها نيران جنون الشوق ، وأطفأتها موجات فيض اللقيا وعذوبة الآهات،  ننشدها على كل أوتار الحب نرقصها كفراشات إحتراقها حتمى بضوء الرغبة الباهر ينبعث من قناديل زيتها بِكر نقى صاف ينير العتمة بسراديب الجنون والمجون لرغبة جذوتها تجفف بحار البعد ، ومحيطات الإنتظار على حواف بوابات الأجساد الثائرة طلبا للحياة ، ونشوة للتحرر من ظلم وذل الحاجة ، وإستبداد المسافات .   







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق