فى العشق والهوى
بأبهى حُلاتى إرتديتُ ، وبطيب عطرى رشرشت ، وببهاءُ حبك ِ تزينتُ اليوم َ، لما عيناك تُرَسِمانِى رجلٌ يعيد اكتشاف رجولته ، بعيدًا عنهما أنا كلمةٌ تبحث عن فكرة ، خيال أضاعه صاحبه عند مفترق الطرق ، مشروع عشق ينتظر أن تموّله الرغبة المتقدةُ بمفاتنكِ .
أين فرت منى ثوراتي الذكورية ؟
لماذا إنسحبت طواعية من كل صولاتى وجولاتى بكرنفالات الألوان ومسابقات العبث بالعقول والقلوب ؟
وكيف لم أعد أريد أحساسى بأنى الرجل الوحيد على الأرض ؟
وبأيّ منطق أقنعتُ عقلي بأن يسلم أمره إليك ؟
وكيف نجحتُ في أن أنفض النسيان عن مشاعرٌ ظننت أنّني دفنتها ، فإذا بي أحتفظ بها لك ككنز في مغارة لا يدحرج الصخرة عنها إلاّ توقي لأن تكونى الأنثى فيها وأكون الرجل لبابها ؟
كم يثير ذلك حنقي عليك لا لأنّك روّضت وحشيّتي ، فأنت لم تسعى لذلك ولم أكن لأسمح لك لو حاولت ، عندما سكنتني الوحشةُ بغيابك .
ولا لأنّك غسلت عقلى بأفكارك ، فأنتى وإن خطر لك أن تفعلى ذلك ولم يكن ممكناً أن أتركك تفعلين ، بل لأنّ أفكارك تلاقت مع أفكاري لنغسل معًا العالم من دنس غبائه .
ولا لأنّى ليّنت عريكتك ، فأنا لا أريدك نعجة في قطيع النساء ولا أنا أصلح أن أكون الراعى بهذا الدور، ولكن لأنّك لِنتِ حين إحتجت إلى حنانك ، وتأنثتِ حين هاجمتنى أنوثتك ، فكنت إمرأةٌ كما يُفترض بها أن تكون لرجل يتقن هجاء حروف النساء ، فأضاع الحروف ونسى الهجاء والإملاء وتمنى أن يكون سطراً بأوراقك أو حبر أقلامك وعبيراً للزهر بغدِ أيامك .
ماذا أقول لذاتي حين تسألني عنك ؟
بماذا أسكت جوع جسدي حين يطالبني بك ؟
ألا يصلك نداء الرغبة بى مبلّلاً بحنين العشق ، ممزوجًا بخمرٍ معتّقة في أقبية العمر النسكيّة تنتظر عابر سماء أو قاطع بحار ؟
يجنّ بي الشوق إليك حين أستعيد أحاديثنا وكلماتنا كأنّ ذكاءك هوالذي يغريني بالإلتحام بجسدك بمقدار ما يغريني جسدك بمعرفة أفكارك . ونفسها الأفكار تلقينى بجنون الرغبة لإستعمار كل مابك من اللامسكون فيك من ثقافات للميل والهوى وبريق العقل .
وثقافتَك هي التي تدفعني لتقبيل شفتيك بمقدار ما تدفعني شفتاك لملاحقة كلماتك تلك التى يحفظها عقلى عن ظهر قلب .
أعجز عن تخيّلك إمرأةً بلا لوحة أتأمّل تفاصيلها متحديًّاً غموضها ومعيدًا رسمها في خيالى بعشرات الأساليب ، أو بلا موسيقى أستسلم لها وأسلمها أمرى متى وثقت بحُرِ أوتارها وعذوبة نغمها فيشفينى من ضجيج العبث وفوضى الأيام .
أنا يا صديقتي اللدودة صباك لو يحملك الشوق إلى أسئلتك الأولى ، وأنت اتزاني حين يطيّرني عشقي لك صوب حياتنا الآتية .
أنا يا صديقتي اللدودة صباك لو يحملك الشوق إلى أسئلتك الأولى ، وأنت اتزاني حين يطيّرني عشقي لك صوب حياتنا الآتية .
أنا نقطة الإمتلاء فوق كافُ اسمك ، لئلاّ تبقين فُلكًا هائمًا فوق مياه الدمع بلا نطفة لحياة ، وأنت الألف والياء فيّ ماء الحياة ورِقّة الضوء في حياةٍ ما عرفت قبلك فيها إمرأة مثلك .
أنا يا صديقتي اخترتك لتكونى بيتي وعشى الحانى ، كما تختار العصافير الطليقة الأشجار والسقوف التي ترتاح إليها فتبني فيها أعشاشها ، ولن تكونى مفروضًةٌ عليّ كبيت السلحفاة ، فأنت حريّتي المعلّقة عند حدود رغبتي فيك ، ورغبتي فيك تتغذّى من ذاتها ولا تكتفي منك .
فابقَى إمرأتى يا إمرأةً رَمت بنبال الحب قلبى فصيّرتني عاشقها
وزرعتُ الكلمة برحمِ أيامكِ لما نادتنى أنوثتكِ ، وحينها أنجبت منى قصيدة للروح ، عمرها دهرٌ للحب وعندها أضحيت شاعراً .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق