٢١ أبريل ٢٠١١

عــذاب الحـــب









عــــذاب الحـــــــب

ليس من يتكلم عن الحب كمن يتألم من الحب
وليس من يقرأ رسائل الحب كمن يكتبها بدم القلب
وليس كل من يسأل ويتسأل ويجهل أو يتجاهل ماهية الحب
 حب كمن رضع مع حليب الأم
<!--[if !supportLineBreakNewLine]-->
<!--[endif]-->
ويتنفس الحب منذ ولدته أمه  

ويعيش بالحب و للحب كل عمره

ويموت لو توقف الحب

أو نبض قلبه نبضة بلا حب

وليس من يعيش حياته خالية
خاوية من الحب
فلا يميز بينه وبين الخبز
كمن ولد من رحم الحب

وكان الحب له دوما
خبز يومه وقمر ليله

وحلم يكبر لأمل يبقى

وليس الميت هو من فقد الحياة ودفن تحت التراب
بل من فقد الحب فعاش جسدا بلا روح .. بلا أحباب
فدفن فى الحياة بارد يرتعد بين أنين الوحدة وسهد العذاب

مجمد .. محنط

مخدوعا أنه للعيان إنسان

مفتقدا لهمسة من حبيب .. كان

يرويه بكأس مزاجها العشق والحنان

مذبوحا بأمس الشوق وصادق المشاعر والأمان
فيدرك .. ولكن بعد فوات الاوان
أن الحياة بلا حب ليست سوى جسد بلا روح

 
وأنه ميت فى الحياة وحى بين الأموات
ما أظلمك يا إنسان وما أشقاك
ليس لك من أمرك عدوُ سواك

تعقل .. قبل أن يبتلعك البحر إن تحطمت الأفلاك


إن الحب لنطفةُِ المحب وجنين فى الرحم
وملائكية طفل فى المهد يبتسم
وطفل كما الزرع النضر .. وشاب بربيع العمر زهر

وشيخ فى خريفه آملا لقاء ربه راضيا وهو هرم
وسعادة وإبتسامات وضحكات من القلب يباركها بهاء السماء

عيون مشرقة تبرق للدنيا فتطغى على كل الأضواء

حرفان يهزان الكون والكيان ويرتقيا فوق كل الأسماء  
وأشياءٌ وأشياءٌ وأشياءّ


وهوالتعاسة والإنكسار والإحتضار بالثانية ألف نهار

ودمعة مقهورة ولوعة لفراق

وجرح غائر ولوثة وأوجاع فى الصدر بوفاق
ومرارة بالقلب دائمة مع الذكرى على لقاء

آمن العدل حرق أغصان الصفاء

يا دفئ الروح ونسمات المساء

لكن الروح لا تفنى مع الجسد ولا تدفن بإخدود
بل تحيا بعالم آخر رغدٌ لا محدود


فالحب حبيبتى

نقوش بيد الربِ على القلب

رمزها الوجود وعنوانها الخلود
وحبى لك أبد الدهر باق 
ما بقى الوجود والخلود
  فلا تظلمى قلبانا بقسوة وجحود

أو تزهقى روحانا ونحن عليها شهود

وإلا كنت حبيبتى كغافل
مزج الحياة بالموت والفناء بالخلود









١٨ أبريل ٢٠١١

الآخــــــــر








الآخـــــــر

بعيدا .. وعلى الضفة الأخرى من النهر ، وحيث يقبع ذاك المنزل الأبيض وحيدا على تللك التلة الخضراء فتميزه العين بسهولة لما له من بياض لونه أو ربما لما أرادت وحلمت العين أن ترى لمنزل جميل طرازه مثله  .

يقبع الصمت والهدوء مترقبين ، فسيدته تضع مولودها الأول ، ولا أحد يعلم له أباً ، ولا أحد يعلم كيف لها أن تؤتى ثمرها من غير بذور فهى كانت دائما تعيش بمفردها منذ كانت طفلة تلهو بهذا المنزل ولازالت .
لكنها لما أشتد عودها وأصبحت غضة طيبة كثمرة مستعدة للقطف حلمت دوما بفارس الأحلام الذي سيأتى فيؤنس وحدتها وينادمها ، وينسج من فراغ النهار وأرق الليل ثوبها الأبيض لترتديه بكل ليالى العمر .
حلمت وتمنت أن يكون لها من أمير أحلامها طفل ولكن كيف ؟؟ فهى تعلم علم اليقين أنه أبدا لن يأتى الأمير .
أخذت تدعو ربها أن يرزقها طفلا ، فاستجاب الله لدعائها وبقدرته تحول طيف حلمها الى جنين يتحرك بداخلها فأضحى وليدها المنتظر التى تعيش لحظات مخاضه الآن .
صرخات صغيرة متقطعة تعلن بالبشرى وصول الوليد لساحة الدنيا ، تفحصته ملياً قبل أن تحيطه بيديها وتضمه إلى صدرها ، نعم كانت تود أن تتأكد أنه واقع وحقيقة وليس من طيف الخيال أو إسترجاع الأمانى .

سهرت على ذاك الوليد النورانى ليالٍ ليست بالقصيرة أو السهلة اليسيرة ، وأحاطته برعايتها القصوى ، أرضعته مع لبن ثديها بوجباته الأولى أسمى معانى التميز لما له من دقة الخصوصية بالنسبة لها ، أشبعته بغزارة التفرد كونه أول من قبض بفمه الصغير على حلماتها يرتشف الدفئ ممتزجا بحنانها قبل غذاء جسده الضئيل الصغير .

أيام تطوى أخريات وسنين تقفز حواجز الزمن ليصبح الوليد طفلا يعى حنان حضن أمه
فكم كانت سعادته لما تنظفه أمه من تراب عبثه الطفولى أو تغسل عنه زلاته وأخطائه التى لم يرتكبها بعد ، أو أرتكبها بعفوية وعدم إدراك .
أبدا لم يعلم كيف تكون الزوجة لزوجها ، ولكن لمس بعيناها دفئ المشاعر وحنان وحب الأم وصخب الأصدقاء وحزم وتفانى الأب الذى لم يراه .

كم كان يطير فرحا وهو يركض ويجرى ويلعب على تلك العشبة الخضراء الفسيحة داخل أسوار منزله الأبيض ، بينما تنظر إليه أمه بسعادة وفرح ، وهي ترى زرعها يكبر ويكبر ويزهر أمام عيناها ، فهو أبن خيالها وأبن قلبها أو هكذا لقنته تلك المفاهيم التى أعتنقها وآمن بها عن ظهر قلب .
لما رأى من نور جديد يضئ كيانه ولمحات من فيض حب أمه ولمسات لم يختبرها من قبل وكأنها لمسات جنيات البحر المسحورات اللاتى يحولن كل ما حولهن لعالم ضاحك سعيد ، هكذا قرأ وهكذا آمن .

آمن بأن أمه هى النهر الخالد الذى لم يشرب أحدا منه سواه
آمن بأن نظرة أمه هى آيه صدق وتميمة أمل
آمن بأن كلمة أمه حروفها من نور تضئ كل عتماته
آمن بأن حب أمه هو الجنة التى لم ولن يدخلها غيره
آمن بأن بيته أمه أبيض ....

ولكن لماذا ترتدى أمى تلك القلادة حول رقبتها ولا تفارقها أبدا ، ولماذا تمنعه بل تنهره لو حاول الإقتراب من تلك الناحية بحديقة المنزل الأبيض .

أبدا لم يدرك السبب ولكن أبدا ماتلاشى ذلك الخاطر من داخله بل زاد طفوليته وعفويته إصرارا على تقصى الأمور ليقف على خبرها ، فيعلم مالا يدرى عن هدف لا يعلمه ، قد يكون حسه الفطرى ، أو عقله الطفولى الرجولى ، ومن الجائز أيضا أن يكون حبا فى الشقاء  بلقاء المجهول ، لكن حدسه يخبره لكن أن هناك شيئ ما لازال كامن بعد .

قرر طفلها المدلل الدخول للمنطقة المحرمة ، ليقوم ببعثته الإستكشافية معتليا مطية إصراره  بغفلة من غياب أمه .
قرر أن يدفع الباب ولايترك للظنون مستقر ، وهاهو وقد فعل ما إنتوى ليجد بصدارة المكان شاهد قبر كتب عليه ( كنت هنا ذات يوم ) .

مادت دنياه من تحته وهو لايزال منتعلا قدميه ، غابت الشمس بضحى النهار ، وهطلت أمطار التعرق شتاءا ، سالت روحه مع دم عينيه ، تهاوى كجبل دكه الإعصار ، جف كبئر نضب ماؤها الزلال ، تاه بمكانه .

تماسك قليلا .. ليسرق من الهواء الذى فارق المكان مايقيم جسده ، تسابقت الخواطر لرأسه كخيول وحشية تلتهم الأرض سعيا إليه آتيةٌ من حكايا الرعب ومفزع الأساطير .
متسائلا بكل جوارحه .. معتصرا ثمرات قدراته على التذكر والتفكر والتدبر !!!

هل هو سفاح طيش نزوة رخيصة لأمه إله السمو ؟
هل يسأل أمه أغلى ماعنده ويتعرض لنقماتها وعقابها ؟
هل يواجهها ويتحمل عقبات فعله وردات فعلها وإجاباتها المجهولة ؟
هل يصمت ويكفيه أنه يحيا بقرب أمه ؟
هل يتلمس لها الأعذار لِما يعلم عن عذابات الوحدة وكم هى قاسية سياط الرغبة على جسد مثخنٌ بالحرمان والحاجة ؟
هل يغضب من نفسه لتجاوزه الخطوط الحمر عن غير عمد ؟
هل يثور عليها لأنها أعطته مفتاح الجنة قانعة إياه بأنه المفتاح الوحيد وأحتفظت لنفسها بنسخ أخرى تهبها من تشاء ؟
هل يكفر بها وهو لا يعرف بدنياه مصادرا للتشريع غيرها ؟
هل يهجر منزلها الأبيض بعد أن تغير لونه لما راح نور الشمس ؟
هل رآها نوارنية أكثر مما ينبغى ؟
هل كان أغبى مما يظن .. أم كانت أكثر حنكة عما توقع ؟
هل هى ملاك برئ أم شيطان قاسى أم آدمى ضل الصواب ؟
ترى هل هى مثلهن جميعا ؟

لكن هيهات وإلا أن يغفر لها خطاياها النافذات فيه .. فهى لا تزال بقلبه أم عمره الذى بدأ يوم قبلته لأول مرة ، وحديث نفسه الذى لن ينساه مادام حياً .

بعد أن أيقن بأن مكانه ليس هنا ،  نعم ليس بمنزلها الأبيض الشاهق بنصاع بياضه ، ولا على تلك العشبة الخضراء والتى قد تحوى قبورا لآخرين .

بإنكسار وحزن يبرقان بعينَى طفل لم يحصل على ثوب العيد ككل الأطفال ، بدأ ينبش الأرض بأظافره ليصنع قبرا لنفسه ، بأرض ليست ضمن حدود مساحات البياض التى أغشت عيناه طويلا . قبر من بياض آخر غير الذى إختبره معها ، بياض يصلح لأمثاله من ضعاف البصيرة .

لملم كل ماتبقى من ذكريات بمنزلها مع قسمات وجه تلك المرأة التى عاش برحمها شهورا ، وسكن تحت جلدها ، وتنفس زفيرها ، ويطيب بضحكاتها ، ويتيه بعذب حكيها ، فتتمرد كل حواسه لنظرة إشتهاء فيها ، فكان أميرها المتوج بشرعية إستمدها من كلمات الخدر تنساب من فاها فتفقده الحذر .
ليمزج الكل معا فيصنع منها حروف تكون شاهد على زمنه ، وليس شاهد قبر ليتذكره أحد , وإنما الشاهد الذى لا يغفل ولا ينسى ليذكره دوما  قائلاً

نعم كانت وستظل حبيبتك ..  لكنك لست وحـــــدك حبيبهـــــــا .
















١٧ أبريل ٢٠١١

نسمة من فجر العيد








نسمة من فجر العيد


يا مُهرَتِى اللعوب

التي ترمى بنبال أنوثتها


 قوافل اللهفة بقلبي


حبك إعجاز أجهل توقيعه
وكلماتك تضج في روحى
 كصغارٍ يلهَونَ بسعادة
فى يوم العيد
وهذا نسيم فجره
ياعمري يداعبني
فأرسل من نداه إليك قبلاتى
لتصبَ بقلبي كدفقِ الإشتياقِ
متموجٌ جارفٌ بتيارِ من التحرقات
فإن فاضت على شفتيكِ ساخناتِ
فانهلى منها كلُ ماتهوين
ومن الفؤاد إحساسي وبسماتي
فهل يروي رحيق الحب ظمأُكِ
وهل تخمدُ نيرانٌ الجسدِ آهاتي
تداعبيني .. تغازليني
فأقطفُ الهوى دقاتٍ
أُنبِضُ بها معك حكاياتي
فينساب الشوق ولعا
نَتَطَارَحُ به الغرام برحبِ خيالاتى
إني أحبك .. وعدا
وحبك الثائر الهادر
يثير بدمى نبض رغباتي










بيت سقط عمدا من أوراقها








بيت سقط عمدا من أوراقها ...

حزينة السما من غير نجومها
بهتانة الدنيا من غير ألوانها
وفضيت حياتى من غير ضحكاتها
عينيها كانت غطايا وقلبها كان الدفا
وكلامها كان قنطار حنان وفدادين وفا
كان الهنا ذاته متخبى جواه الضنا
ياخسارة كان كلام مغزول بأحلام وأوهام
كان غرام بيمسح الوحدة وألم الأيام
ومانا عارف القلب سايل منه دم ولا شكر ولا هيام

ياريتك ياعاصى تبت
ياريتك لو للنصح مرة سمعت
أو من أيامك إتعلمت
ولا كان جرى كل اللى كان
ولا كنت شربت المر والأحزان
لكن دى قسمة أتقدرت
مكتوب عليك فيها تفارق
مكتوب عليك مع خيبة أملك تسابق
مكتوب عليك تدخل تانى الشرانق
مكتوب عليك ما تعيش أبدا سعيد
وتفضل لوحدك مع الحب مفارق

ليه فرحتى بيكى كان عمرها قصير ؟
ليه وعدتينى وقلتى أبدا ما حاتغير ؟
ليه زرعتى بعنيكى الأمانى فى قلبى الصغير ؟
ليه سيبتيه من غيرك وحيد .. تايه ومتحير ؟
ليه ماقولتيش من الأول أبعد وإنسانى ؟
ليه ماقولتيش من الأول ماتدقش بيبانى ؟
ليه هدمتى بيتنا الصغيرعلينا ؟
ليه بأيديكى محيتى من على جدرانه أحلامنا وأسامينا ؟
ليه خنتى العهد وقطعت كل حبال الود ؟
وخليتى الزمن بسكينته يزود جراحه فينا
عشان عيون ماهمهاش الفرحة لينا ؟
عيون ليها حياتها من غيرنا أو بينا
عيون يمكن تحب بس ظلمتنا .. بيكى ..وبكت عنينا

إزاى حاعيش العمر وإنتى مش معايا ؟
صعبان عليا تبقى دى النهاية
أحلام حياتنا وعمرنا ضاعوا بأيدينا
مافاضلشى لينا غير جرحنا
وكأن اللى مابينا كان كلام فى كلام
أد كده الحب تافه ومايصحش نتلام
ولا ياترى العيب منا وفينا ؟
ولا نرميها على الدنيا ونقول يالا السلام ؟

أيـــــــــــــــوه ..
بلوم عليكى لأن روحى لسه فيكى
بلوم بأحلامى الضايعة اللى حطيتها بين إيديكى
بلوم عليكى بكل غنوة فى يوم سمعناها سوا
بكل حرف قلته ليكى مرة فى الهوا
بكل كلمة خففتى بيها عنى وكانت ليا الدوا
بكل شمس حاتطلع عليا من غيرك
بكل لحظة صفا عشناها إحنا الإتنين
بكل همسة حب حاشوفها بين قلبين
بكل لمسة إيد بريئة بين حبيبين

بس وحياتك
ووحياة اللى كان بينا وضاع
واللى ماعرف كان لقا ولا وداع
لأرد الصاع ليكى يادنيا ألف صاع

ويارب
بحق حبيبك الحبيب
ساعدنى على فراق الحبيب
وبقدرتك جروحى حاتطيب
وأرحمنى من ذكرى المغيب
دا أنا ماليش غيرك سبحانك
لما الكل يتخلى عنى ويغيب