١٣ فبراير ٢٠١١

ليلة من ألف ليلة وليلة







ليلة من ألف ليلة وليلة


بين مطرقة التردد وسندان الرغبة

هاهي تحيا مسجاة علي عتبات ليلة أخري من ليالي صمتها التى لا تختلف كثيرا عن سابقاتها .
 مازالت تجلس بنفس مكانها علي نفس الأريكة وكأن هناك معاهدة لحفظ المسافات والحدود التي أقامتها والأشياء الموجودة بذات الغرفة  بنفس المنزل
كل أشياءها تعي أمكنتها عن ظهر قلب وكذلك هي تلتزم حيزها الذي تملكه بذات المكان وتحركات بها من البطئ والرتابة شيئ متوافق مع شخصيتها الهادئة .
وإن كانت لا تزال تبرح مكانها لمرات عدة لأنها تتعاطي ذلك المشروب
الساخن صيفا و شتاءا والتي تعد وتحتسي منه قدرا ليس بقليل علي
مدار حياتها وساعات اليوم .
 ليلة أخري من عمرها الذي يمضى إلي سكون الثبات ليس ككل المتغيرات من حولها وهي لاتزال علي أريكتها الصغيرة تمضى لياليها بين عمل لاينقضى وفراغ مكتظ  
باللاشئ أحيانا لكن دوما بها نسج من خيوط أحلامها البسيطة حكايات ليست ككل الحكايات وأنما فصول من خيال عنوانه براءتها بمدينتها الفاضلة التي طالما رسمت بأصابعها الصغيرة في سمائها آمالها العراض تحتضن أقواس قزح كتلك المدن التي سمعت عنها من أقرانها بكتب ألف ليلة وليلة وهي لاتزال طفلة تتوق لذلك العالم الأسطوري وليس كعالمها المتواضع الذي لم تتبرم منه بيوم ما .. بل زادها مضيا وأصرارا صوب النجاح .. فعشقت الصحيح وآمنت  بالصواب ومازالت تطرب للنهايات السعيدة 
وكما كانت متميزة بدراستها والآن متفردة بأشغال عملها ... كانت من المهارة لتلقي بكل نوبات إحساسها
وبقايا أحلامها المتآكلة بخزان قلمها لتكتب علي أوراق إصفرت من قبل أن تخط بيدها حرفا واحدا فيها . وإن كانت لم تستطع  وكأن افكارها ترفض أن تولد كي لاتعاني كما عانت هي بطفولتها أو تظل وحيدة بين السطور كما كانت وحيدة دائما وسط جموع الناس من حولها وهي إمرأة يافعة.
عادت إلى منزلها إلي أريكتها بعد أن تناولت معه عشاءا بذلك المطعم المترامي الأطراف علي تلك التلة التي تطل علي المحيط الشاسع العميق والتي رأته مرات ومرات ولكنها لاتدري لما كانت اليوم مياهه الزرقاء تعكس كل سعادتها ونبضات قلبها بين أمواجه .. جلست أمامه علي ذلك المقعد عند تلك الطاولة المخصصة لهما بينما لمسات موسيقى شوبان تسرى فتملأ عواطفها كما يملأ الليل الغابة .
وإضاءة خافتة تكتنف عالمها بمزيد من السحر والغموض
وعيناها ترمقانه وهو يتحدث ويضحك فلا تستطيع ن تشيح ببصرها عن قسماته فهو يسافر بها لعوالمه ثم يعود معها ومازالت لم تبرح كرسيها 
تتساقط الثلوج علي النوافذ البلورية بجانب طاولتهما لكنها سرعان ماتذوب بفعل توهج المشاعر وحرارة الشوق
تود لو تحتضنه كالطفل الوليد ولاتدعه يغيب عنها أبدا
فهو رجل البحر الذى يأتي مع مده ويرحل مع الجزر
فقط أرادت ان تنسي كل شيئ وتتذكره بوجهه وعطره
الذي يميد الدنيا تحت قدميها .

لم تشعر إلا وهي تقفز علي أسوار عقلها وتتخطي حواجز صمتها
وتطويها غير مكترثة لتدفعها بعيدا عن متناول يدها تحت أريكتها .. لاتدري إن كان ماحدث قد حدث بغفوة من قوات حرس عقلها الثوري
أم بتسيب وتراخى داخل مناوبات صفوف وحدات الأمن الوقائى لقلبها
أوهي ذاتها من أغلقت كل أجراس إنذار حواسها عن عمد وإصرار مجتمعين لتنقض بذلك معاهدات الخضوع والولاء التي أبرمتها مع قيادات أركان قلبها وعقلها معا لسنين ليست بالقليلة أتسمت بالهدنة الدائمة والحفاظ علي تلك العهود
      ولكن أيعقل أن يحدث هذا وهي سيدة الأرقام والمنطق .. هي التي  تتنفس كيف تفعل الآليات.. وتمضي حميم أوقاتها تغازل لغات البرمجيات لأعوام طويلة .
لم تكترث لما حدث ويجرى بل وجدت نفسها مساقة إلي قدر لاتعلم عنه إلا قدر ماتري به يداها .. بقوة الدفع بقلبها للخفقات المستمرة بهذا الزحام الهائل للمشاعر التي إنسابت داخل شرايينها المنتفضة بداخله .
 وتلك الأمواج من الرغبة في الحياة بعد السبات الطويل بأعماق محيط جسدها الخالي من شعاب الأمل .. من الشوق لحب بأول عهده لأمرأة تعلم عن نفسها أن الحب دينها والأخلاص مذهبها لتكتشف بعد ذلك أنها الصابئة الوحيدة بزمن كثر فيه الورعين .. وكان هو قبلتها فسجدت لقلبها بكل الخشوع . مبتهلة أن يهاجر معها من دنيا الورع لدنيا طولها اللقاء وعرضها المني ودستورها اللافراق .
إحتضنته بلوعة كل السنين وقبلته بكل أمانيها والتي لم تعد تتذكرها حتي !!!!          
فأطفئت بكلماته لهيبها المستعر لكلمات الهوى من فم من أرادت
أن يحبها بنفس الطريقة التي ترجفها وتفقدها رباطها لما يهمس بأذنيها
ويخبرها بأنه جن من البعد عنها وأن قلبه يتلظي تحرقا إليها وأن جسده يصرخ مناديا إياها كي تكف عنه تلك الحمم المنصهرة بآتون رغباته ودوافعه التي تبعث فيه روح مراهق يسعي للفوز بقبلة ساخنة من ورود حدائق شفي فتاته الغناء والتي لا تزال زهرات حواسها بكرا لم تتفتح بعد .
وياللعجب !!! فهى تري نفسها وكأنها لاتعرفها من ذى قبل ... هي بذاتها تتمني لو أنه لا يكف همسه أو يوقف هدير دغدغته لكل أنملة فيها وبها .. بل تريد المزيد لقد تمردت علي كل النظريات وطوت كل الصفحات البارزات وأدمنت غارات هواه المفخخ بمنهجيه .. وبتلك الوحشية الجامحة بهمساته التى تعتصرها فتحولها خمرا يتلاعب بإتزانها تتحسسها تتلمسها فتفجر أنوثتها الكامنة وتداعب درها في المفارق وتتنفسها كالعطرفي أغوار المناطق  
فإذا بهمساته تعلو في كيانها فتفتته كمكعبات من السكر لما تذوب بفم جاف لذلك المحارب النهم الذي يطالب بماغنم من حربه في تو الحال .. فيغنمها !! فتمنحه تلك اللزوجة بحلقه كشراب طيب حلو مذاقة لاينقطع ...
 مابها  ؟؟؟ كالسكرهي تذوب عشقا فيه ..  تتوق قربا منه  ليلتصق جسداهما بعد أن فعلت بها الكلمات مافعلت ودكت الرغبة كل ماتبقي لها من حصون التردد أو جموع فصائل اللا معقول التى فرت منها ولم يتبقي لها من السيطرة أن تستحضرها ولو لمرة أخيرة بعد ان كانت تتغني مرفرفة تحت جناح لواءها .
وهي التي عاشت فيه بأحلام يقظاتها آلاف المرات محتمية به من شرور وحدتها وعذابات الفراغ والنسيان وسط ضجيج عالمها والزحام .
ملقية بكل مالها ومافيها ومابها بنوافذ قلبه التي تتفتح مطردة تلقائية من طرقات يداها الحانية .. قد تعلم هي عن نفسها الكثير وأنها إمرأة كل المهمات الصعبة بجنبات عملها وحتي بحياتها الممتلئة بكل ماليس لها فيه من نصيب أو إرث .
 كانت كمن  يعزف لحنا سماعيا بمقطوعة موسيقية من خلال فرقة عازفين بينما الكل يستخدم تلك الأوراق ومابها من رموز . وكثيرا كانت تعزف وتبدع وتسمع وتصفق لنفسها .. لكن أبدا ماهنأتها .. لم تجد مبررا لذلك بيوم ما .
وبالجانب الآ خر بذلك الجانب المظلم عن غير عمد تلك المنطقة العمياء والتي تفصل كلاهما عن الآخر .. تراه يقر ويشهد لها بأنها إمرأة المستحيلات .. فهي المرأة التي قلبت عالمه رأساعلى عقب 
ونفخت في روحه من نقائها .. غنت له كلمات الحب بعيناها وعزفت له من صدق المشاعر بإهتمامها .. جعلته يؤمن بأن له قلبا مازال من حقه أن ينبض وأن قدرها محفور بثنايا هذا القلب ... وأن لها من الحق كل الحق أن تدافع عن قدرها لأن هذا هو 
الممرالآمن الذي يمثل كل ماتبقي بحياتها من أفراح بعد أن عاشت معظم حياتها تشارك الآخرين أفراحهم .. وبعد.. لم تطأ قدماها ساحة فرحتها الخاوية بحزنها .
فهذا زمانها وهذا حبها وهذا رجلها الذي انتظرته دوما . لما سمعت عن الحب بين العاشقين وبما رأت من حب في حياة الآخرين أو قرأت عنة بروايات مؤلفين .. إنفعل وجدانها كثيرا للوعة بعين عشاق أو كلمات منمقة بعناية عن الحب فوق الأوراق . لكن مايحدث لها معه الآن مختلف عن ما رأت أو حتي سمعت لأنه تماما جديد عليها أن تشعر ذاتها ماهو الحب وكيف تحديدا أن تحبه هو .. رجل الوقت لزمن تأخر كثيرا 
فهو وحده دون غيره من يجعلها تتقد وتخمد .. تفرح وتحزن .. أو حتي تبــــكي لقدوم أو رحيل رجــــل . 
  
تمـــت

هناك تعليق واحد:

  1. في هذا اليوم 14 فبراير من عام 2011 أنا مدينة بالشكر وجل الشكر لمن فك رموز شفرتي التى عصي علي ذاتي حلها حتي اقرأ مابداخلي، وأتحرر من جهلي لذاتي والذي لطالما أعاق حركتي وعقد لساني وحولني الى جثة هامدة ، رغم ان الدم يجري بعروقي وقلبي ينبض بالحياة

    ردحذف